توفير المساحات لتشييد محطات طاقة شمسية يشكل تحدياً أمام المستثمرين في مشاريع الطاقة المتجددة سواء من أفراد أو من شركات توزيع الكهرباء والهيئات المحلية التي ما زالت تتولى ملف توزيع الكهرباء في عدد من القرى والبلدات، خاصة مع سيطرة الاحتلال على حوالي 76% من مساحة أراضي الضفة الغربية حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ، إضافة إلى أن آلاف الدونمات ما تزال قيد التسوية ضمن مشروع تسوية الأراضي، الأمر الذي يحدّ من القدرة على استثمار الأراضي لتشييد المحطات، ويضاعف من معاناة شريحة كبيرة من المستهلكين لا سيما في المناطق السكنية المكتظة والقرى والبلدات في مختلف المحافظات


أمام هذا الواقع، لا بد من التوجه إلى حلول بديلة تمكّننا من الاستفادة من الطاقة الشمسية. ويكمن أحد هذه الحلول في الاستفادة من أراضي ومباني عامة خاضعة لملكية الحكومة أو الهيئات المحلية أو الأوقاف، لتشييد وامتلاك محطات طاقة شمسية، وبالتالي توفير طاقة نظيفة مستدامة دون انقطاعات وبأسعار أقل مقارنة بأسعار الكهرباء المستوردة من الشركة القُطرية للكهرباء، وتلبية احتياجات الاستهلاك المتزايدة من الطاقة على صعيد المستهلكين المنزليين والمؤسسات والمنشآت الصناعية والزراعية وغيرها من القطاعات، مما يخدم أهداف تحقيق الاستقلال الطاقي، والحد من تداعيات أزمة الكهرباء على الحكومة الفلسطينية والموزع والمستهلك


ونظراً لما تعانيه العديد من البلدات والقرى الفلسطينية من عدم استقرار في خدمات الكهرباء، ونمو الأحمال على شبكات الكهرباء، وتكرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، فإن العمل لتعزيز استخدام الأراضي الحكومية أو الوقفية أو التابعة للهيئات المحلية لتشييد مشاريع الطاقة الشمسية، سيتيح بناء محطات بقدرات متوسطة وكبيرة لصالح هذه البلدات، وتزويد المدارس والمراكز الصحية وغيرها من المباني والمرافق الخدماتية بالطاقة الكهربائية، كما يخدم هذا التوجه شركات التوزيع والهيئات المحلية لتتمكن من سد النقص في كمية الكهرباء وتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية من الطاقة، إضافة إلى التخلص من مشاكل الانقطاعات المتكررة، والتحرر من تحكّم الشركة القُطرية

ولتمكين البلدات الفلسطينية من الحصول على طاقة مستدامة واقتصادية، تحرص شركة قُدرة لحلول الطاقة المتجددة على توظيف خبراتها وإمكانياتها لتشييد محطات طاقة شمسية من أجل تغذية شبكات شركات توزيع الكهرباء والهيئات المحلية، وذلك عن طريق استغلال أراضي تابعة للهيئات محلية

حيث قامت الشركة بتشييد وتشغيل محطة طاقة شمسية بقدرة 1 ميغا واط لصالح هيئة كهرباء يعبد والتي تضم في عضويتها بلدية يعبد وعدد من المجالس المحلية المجاورة، وذلك من خلال اتفاقية أبرمتها الهيئة مع الشركة الوطنية لصناعة الألمنيوم والبروفيلات (نابكو)، بحيث تمتلك الهيئة المحطة والتي تزود أكثر من 20 قرية وتجمعاً سكنياً في يعبد ومحيطها بالكهرباء. كما تواصل قُدرة أعمالها لتشييد محطة طاقة شمسية بقدرة 1 ميغا واط لصالح بلدية عرابة جنوب غرب مدينة جنين، والتي ستتمكن من خلال امتلاكها للمحطة، من تزويد مشتركيها باحتياجاتهم من الطاقة، كما ستقلل من اعتمادها على الكهرباء المشتراة من الشركة القُطرية


وتحرص شركة قُدرة على تقديم أنظمة تعتمد على التقنيات الحديثة ومضمونة الجودة والتي تكفل تقليل مخاطر الأعطال المعهودة في الألواح الشمسية التقليدية، والتخلص من الحاجة المستمرة إلى الصيانة. كما تراعي الشركة في تصاميمها وتنفيذها للمشروع، وضع حلول مضمونة تتناسب مع خصوصية الموقع والظروف البيئية والمناخية، وذلك من أجل تحقيق الكفاءة الإنتاجية القصوى من الطاقة. وتسهم الجودة العالية والتقنيات الحديثة في أنظمة قُدرة، في منح المشروع عمراً تشغيلاً أطول مقارنة مع أنظمة الطاقة الشمسية المتوفرة في السوق المحلي، حيث يصل عمر محطة الطاقة الشمسية لدى شركة قُدرة إلى 30 عاماً، لتوفر بذلك طاقة متجددة ومستقرة وزهيدة للجميع