لا تزال البلدات والقرى الفلسطينية تواجه أزمات انقطاع الكهرباء بشكل متكرّر ولساعات طويلة، لا سيّما في فترات الذروة وخلال فصلي الصيف والشتاء، نظراً لزيادة الاستهلاك وتشغيل أجهزة التكييف أو التدفئة مقابل كمية محدودة من الكهرباء تتزوّد بها الهيئات المحلية وشركات توزيع الكهرباء من شركة الكهرباء القُطرية، والتي بدورها تتحكّم بكمية الكهرباء المصدّرة لفلسطين وترفض زيادة الكمية، إضافة إلى سعر شراء الكهرباء المرتفع والذي تفرضه على الموزعين مما ينعكس على تعرفة الكهرباء محلياً حيث تُعد من أعلى الأسعار في المنطقة.

وبالإضافة إلى سيطرتها على كميات الكهرباء التي تصدّرها إلى مدننا وقرانا، تتحكّم الشركة القُطرية بقطع ووصل الكهرباء عن البلدات الفلسطينية، وغالباً ما تَعمَد القُطرية إلى قطع التيار عن الموزعين سواءً كانوا هيئات محلية أو شركات توزيع بحجة تراكم الديون أو زيادة الأحمال على شبكة القُطرية أو الأعطال والصيانة.

وفي السنوات الأخيرة، باشرت بعض الهيئات المحلية إلى تبني الطاقة المتجدّدة كحلّ جذري لتوفير الكهرباء، حتى تتمكن من تلبية الطلب المتنامي على سلعة الكهرباء نتيجة النمو السكاني وزيادة المنشآت الصناعية والتجارية والأنشطة الزراعية، مما يُسهم في التحرّر من سيطرة الشركة القُطرية وفي توفير طاقة نظيفة ومستقرّة ومنخفضة التكلفة مقارنة مع أسعار الكهرباء المستوردة.

ولكونها الطاقة الأقل تكلفةً، ولوفرة الساعات المشمسة في فلسطين، اعتمدت الهيئات المحلية الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء خلال ساعات النهار بما يخفّف من حدة الأزمة ويلبي احتياجات المشتركين، ويقلّل من العبء المادي على كاهل البلديات والمجالس القروية، الأمر الذي ينسحب على سعر بيع الطاقة إلى المستهلك حيث تقل قيمة الفاتورة مقارنة مع فاتورة الكهرباء المستوردة من الشركة القُطرية.

وانسجاماً مع رؤيتها لتوفير طاقة نظيفة ومستدامة واقتصادية لفلسطين، حرصت شركة قُدرة لحلول الطاقة المتجدّدة على توفير التقنيات مضمونة الجودة والحلول الحديثة في أنظمة الطاقة الشمسية والتي تمنح عمراً تشغيلياً أطول لمحطة الطاقة الشمسية يصل إلى 30 عاماً، مقدّمة سعراً منافساً للبيع حيث يصل إلى نصف السعر الحالي، ومُعزّزة حلولها بخيارات تمويلية ميسّرة لتشييد محطات الطاقة الشمسية بما يمكّن الهيئات المحلية من امتلاك الطاقة المستقرة وتوفيرها للمشتركين من مواطنين ومؤسسات، وذلك عبر نموذج التأجير التمويلي المنتهي بالتملك والذي يسمح للهيئة المحلية بتملك الطاقة بعد سداد التمويل على دفعات من إنتاج المحطة خلال سنوات محددة، ودون تحمّل مخاطر وأعباء تمويل وتصميم وتشغيل المحطات.

وفي إطار اهتمامها بالمساهمة في تمكين الهيئات المحلية من الاستفادة من الطاقة الشمسية المستدامة والزهيدة، قامت شركة قُدرة بتطوير محطة طاقة شمسية بقُدرة 1 ميغاواط لصالح هيئة كهرباء يعبد، وقد حرصت قُدرة على توفير أحدث الحلول التقنية لتأمين الاستقرار الطاقي بما يمكّن الهيئة من تزويد أكثر من 20 مجلساً قروياً وخربة في المنطقة بالكهرباء المستقرة. كما حصلت شركة قُدرة على رخصة توليد طاقة شمسية لمشروع بقُدرة 20 ميغاواط لصالح بلدية طولكرم والتي تواجه أزمة متواصلة في الكهرباء، وما تزال الشركة تنتظر الدخول في اتفاقية شراء الطاقة مع المؤسسات الرسمية وذات العلاقة لتتمكن من البدء في تنفيذ المشروع والمساهمة في توفير الكهرباء لأهالي المنطقة.