تتفاقم أزمة شحّ الكهرباء في فلسطين نتيجة محدودية كمية الكهرباء الموردة من شركة الكهرباء القطرية، والتي تفرض سيطرتها على قطع ووصل الكهرباء بحجة زيادة الأحمال على الشبكة، وما تزال ترفض رفع الكمية المصدرة إلى فلسطين، وذلك في ظل ازدياد الطلب على سلعة الكهرباء خاصة لمواجهة ظروف الشتاء والطقس البارد. وفي الآونة الأخيرة، واجهت العديد من المدن والبلدات انقطاعات متكررة لساعات طويلة، لا سيما في مدينة الخليل وبلدات وقرى شمال غرب المدينة، وأجزاء من مدينة طولكرم وعدد من القرى المجاورة.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية ارتفاعاً كبيراً في ساعات انقطاع الكهرباء مما ضاعف معاناة المواطنين، على الرغم من التزامهم بدفع ثمن الكهرباء مسبقاً الأمر الذي دفع عدداً من البلديات إلى الاتفاق على المشاركة في تحمل تبعات الأزمة وتوزيع فترات القطع فيما بينها، حتى تقلل عدد ساعات القطع على المواطنين المتضررين.
وبالنظر إلى هذه الظروف، فإن الحل المتوفر في متناول اليد والممكن تحقيقه يتمثل في تشجيع المزيد من مشاريع الطاقة البديلة، وتكثيف الجهود ما بين كافة الأطراف بما يشمل الحكومة والهيئات المحلية وشركات توزيع الكهرباء والشركات المطورة لمشاريع الطاقة الشمسية، من أجل الإسراع في تشييد محطات الطاقة التي تعتمد على أشعة الشمس لتوليد الطاقة، خاصة وأن فلسطين تتربع كإحدى أكثر الدول التي تتمتع بساعات مشمسة طويلة خلال السنة.
ويزيد من أهمية هذا التوجه، ارتفاع أسعار المحروقات عالمياً نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية في العالم، مما سيؤدي إلى رفع أسعار الكهرباء المنتجة عن احتراق الوقود الأحفوري، ما يعني احتمالية ارتفاع أسعار الكهرباء في فلسطين، والتي نستورد غالبيتها من الشركة القُطرية.
وما يشجع على ضرورة التوجه نحو هذه التقنية الآخذة في الانتشار بشكل متسارع في دول أوروبا وأمريكا وغيرها، هو ما تتميز به الطاقة الشمسية من توفير للكهرباء بشكل مستقر ومتوقع، لتغذية الطلب النامي، اضافة الى تكلفتها المنخفضة بالمقارنة مع التكلفة العالية التي تتكبدها فلسطين على صعيد الحكومة والمؤسسات والمستهلكين للحصول على الكهرباء. والأهم من ذلك، تمكيننا من تطوير بنية تحتية جاهزة لاستقبال مصادر طاقة نظيفة ومستدامة ومجدية تمتلكها فلسطين، مما سيسهم في الحد من أزمة انقطاع الكهرباء وتحقيق الأمن الطاقي.
وفي ظل هذه التحديات التي نواجهها في قطاع الكهرباء، فإن شركة قدرة لحلول الطاقة المتجددة تدرك الضرورة الملحة لامتلاك الفلسطينيين مصادر طاقة بديلة تخفف معاناة المواطنين وتعزز إمكانيات المؤسسات في مختلف القطاعات بما يسهم في النهوض بالاقتصاد والمجتمع. ولتحقيق هذه الغاية، فإن الشركة تلتزم بتوظيف خبراتها وتوفير الحلول الحديثة في تكنولوجيا الطاقة الشمسية والمناسبة للمناخ والبيئة الفلسطينية، وبما يشمل اعتماد تقنيات ذات جودة مضمونة، وتحرص على مواءمة أنظمتها لتتناسب مع الاحتياجات وخصائص المشاريع التي تنفذها.