امتلاك الطاقة…..ميزة لطالما انتظرها الفلسطينيون
لا شك أن أزمة الكهرباء باتت مشكلة تؤرق الجميع في فلسطين، سواء من حيث الانقطاعات والأعطال المتكررة بسبب زيادة الأحمال على شبكة الكهرباء، لاسيما في ظل محدودية كمية الكهرباء التي تفرضها شركة الكهرباء القُطرية، أو القطع المتعمّد من الشركة القُطرية بحجة أعمال تحويل الخطوط وزيادة الأحمال على شبكتها، أو من حيث قضية الديون التي تواصل الشركة القُطرية التذرّع بها للتهديد بقطع الكهرباء.
وعلى إثر معاناة فلسطين ولسنوات طويلة من الأزمات المستمرة فيما يخص توفير الكهرباء لكل بيت ومنشأة؛ ومع الأخذ بالاعتبار النمو السنوي لحاجتنا من الطاقة الكهربائية الناجم عن الزيادة السكانية ونمو الأنشطة الاقتصادية؛ فقد بات من الضروري أن نتجه إلى حلول أخرى تضمن استقرار خدمة الكهرباء وتمكننا من التحكّم بها وتطويرها، والانعتاق من تحكم الجانب الإسرائيلي بكميات الكهرباء وبسعر البيع لفلسطين، ما يعني ضرورة التوجه إلى امتلاك الطاقة شأننا شأن كافة دول العالم، الأمر الذي سيعود بالنفع على جميع المستهلكين من أفراد ومؤسسات.
وإن السعي إلى امتلاك الطاقة في ظل ظروف استثنائية تعيشها فلسطين؛ يتطلب التوجه إلى اعتماد مصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء، وذلك لكونها الخيار الأمثل لمنحنا ميزة التحكّم بالطاقة وتحقيق السيادة على هذا القطاع، بالإضافة إلى أنها طاقة غير قابلة للنفاذ وتعد منخفضة التكاليف مقارنة مع تكلفة الطاقة التقليدية. كما يُسهم التحوّل إلى الطاقة المتجددة في تمكين الأفراد والمؤسسات الخدماتية والاقتصادية والمنشآت الصناعية من امتلاك طاقة مستقرّة ونظيفة وزهيدة، خاصة مع توفر الحلول التمويلية المَرنة والمتمثلة في سداد دفعات التمويل على مدى سنوات طويلة مما سيقلل من فاتورة الكهرباء على المستهلك.