الطاقة المتجددة.. السبيل إلى طاقة مستقرة وأقل تكلفة
في السنوات الأخيرة يزداد توجه دول العالم إلى استغلال الطاقة المتجددة كبديل عن الطاقة التقليدية التي تعتمد على الوقود الأحفوري مثل النفط والغاز الطبيعي، خاصة وأن مصادر الوقود الأحفوري قابلة للنفاد، إضافة إلى ما تولده عملية احتراق هذه المصادر من انبعاث الغازات السامة لاسيما غاز ثاني أكسيد الكربون وما يسببه من تلوث للهواء والبيئة ومن تغيرات مناخية سلبية. كما أدركت العديد من الدول حقيقة الجدوى الاقتصادية المتأتية من الطاقة المتجددة مقارنة مع الطاقة التقليدية والتي تلقي بتكاليف مرتفعة على كاهل المشتركين والحكومات بسبب عملية توليد الكهرباء المكلفة لاعتمادها على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة لتشييد محطات التوليد والتحويل وما يشملها من معدات ومتطلبات الصيانة الدورية. وتواكب فلسطين هذا التوجه نظراً لما تعانيه من أزمة متواصلة ومتزايدة في الحصول على طاقة كهربائية مستقرة ما يدفع باتجاه ضرورة البحث عن مصادر بديلة ومستدامة للطاقة وأقل تكلفة. وبدورها تتطلع شركة قدرة لحلول الطاقة المتجددة إلى المساهمة في النهوض بقطاع الطاقة المتجددة وتحقيق الأمن الطاقي في فلسطين، وذلك عبر رفع معايير الجودة في السوق المحلي وتعزيز كفاءة أنظمة الطاقة المتجددة. ويُقصد بالطاقة المتجددة؛ الطاقة التي لا تنضب كونها من مصادر مستدامة قادرة على الإنتاج المتواصل على مدى الدهر، كما يُطلق عليها الطاقة النظيفة حيث أن مصادرها طبيعية آمنة على البيئة، بالإضافة إلى الطاقة البديلة لكونها تتولد من مصادر بديلة عن الطاقة التقليدية.
وتشمل مصادر الطاقة المتجددة عدة أشكال، فمنها طاقة الرياح، والطاقة المائية، والطاقة المتولدة من حرق النفايات، وغيرها من مصادر الطاقة. إلا أن الطاقة الشمسية تُعد الأكثر انتشاراً، وذلك لكونها:
1. أقل تكلفة من أنواع الطاقة المتجددة الأخرى نظراً لانخفاض تكاليف معداتها وتكلفة التشغيل
2. أنظمتها أقل عُرضةً للأعطال بالمقارنة مع أشكال الطاقة المتجددة الأخرى
3. طاقة مستدامة تعتمد على الإشعاع الشمسي في الساعات المشمسة والتي تحظى فلسطين بها معظم أيام السنة
4. تمتاز بثبات إنتاج الطاقة حيث لا تشوبها مشاكل انقطاع الكهرباء ومحدودية كميات الكهرباء كما يحصل في فلسطين
5. المرونة في التركيب والتحكم فبالإمكان تشييد محطة طاقة شمسية على سطح مبنى أو على الأرض، إلى جانب سهولة إجراء الصيانة، الأمر الذي يتعذر توفره في أشكال الطاقة المتجددة الأخرى.
ولا يتطلب البدء بهذه المرحلة إلا عقد العزم على تطوير بيئة ممكّنة لكافة الشركاء في قطاع الطاقة من هيئات حكومية وناظموتعتمد أنظمة الطاقة الشمسية على تقنية الألواح الكهروضوئية التي تلتقط خلاياها أشعة الشمس فتحولها إلى طاقة كهربائية لتضخها إما عبر شبكة الكهرباء المحلية، أو ليتم ربطها مع خط المشترك مباشرة ليتمكن من الاستفادة من الكهرباء المتولدة عن محطة الطاقة الشمسية. وبشتى الطرق، فإن المستهلك سيتمكن من تحقيق الأمن الطاقي لأسرته ولمنشأته ولمجتمعه. وتحقيقاً لرؤيتها بتوفير حلول طاقة متجددة مستقلة ومستدامة واقتصادية لكافة شرائح المستهلكين في فلسطين، حرصت “قُدرة” على اتخاذ التدابير اللازمة لضمان كفاءة أنظمتها ومنح المشروع عمر تشغيلي طويل الأمد يصل إلى 30 عاماً، ولتعزيز قدرة الأنظمة على زيادة الطاقة المنتجة ما يحقق الاكتفاء الطاقي للمستهلك وتمكينه من بيع الكمية الفائضة لموزعي الكهرباء، ولخفض تكاليف الاستهلاك على عملائها بما يصل إلى 50% مقارنة مع تكلفة استهلاك الطاقة التقليدية، وذلك من خلال استقدام أحدث التقنيات والمعدات ذات الجودة العالمية والتي تحد من الأعطال والمخاطر المعهودة في أنظمة الطاقة الشمسية المتوفرة في السوق المحلي، كما تقلل من الحاجة إلى الصيانة الدورية. وعكفت “قُدرة” على تصميم مكونات أنظمتها بخصوصية تلائم الظروف المناخية في فلسطين واحتياجات الشرائح المختلفة، بالإضافة إلى التحقق من جودة مكونات المشروع عبر إجراء اختبارات ضمان الجودة المعتمدة دولياً في مختبرات الشركة، لتكون أول شركة فلسطينية تجري فحوصات ضمان الجودة على أنظمة الطاقة الشمسية في مختبراتها الخاصة على أرض الوطن، وذلك حرصاً منها على توفير طاقة مستدامة بجودة مضمونة تستحقها فلسطين.