مع اقتراب فصل الصيف، يترقب المستهلك بقلق ماسيؤول إليه وضع ميزانيته مع ارتفاع قيمة فاتورة الكهرباء جراء زيادة ساعات تشغيل وسائل التكييف، ولا يختلف الحال في فصل الشتاء والحاجة الماسة إلى وسائل التدفئة والتي تغلب عليها الوسائل الكهربائية. ويتكرر المشهد لدى أصحاب المصانع والمزارع والمنشآت المختلفة، حيث تحتل فاتورة الكهرباء قسماً لا يُستهان به في ميزانية المنشأة. هذا بالإضافة إلى ما يتكبده المستهلكون من أفراد أو مؤسسات من انقطاعات متكررة للكهرباء نتيجة زيادة الأحمال على شبكات الكهرباء في ظل كميات الكهرباء المحدودة التي تزودنا بها الشركة القُطرية للكهرباء، مما يحول دون تطوير الخدمات الصحية والتعليمية، ويعيق عديد القطاعات لاسيما جذب الاستثمارات وخلق مشاريع اقتصادية قادرة على توفير فرص العمل ومحاربة البطالة والفقر. وتتفاقم أزمة الكهرباء مع النمو الطبيعي السكاني وزيادة الحاجة إلى مشاريع اقتصادية، وما يترتب على ذلك من ضرورة توفير طاقة مستقرة وثابتة ومنخفضة التكاليف. ولا يزال المستهلك الفلسطيني محاصراً في دائرة الانقطاعات وارتفاع أسعار الكهرباء لاسيما مع استمرار الاعتماد على استيراد الكهرباء خاصة من الجانب الإسرائيلي والذي يزودنا بأكثر من 85% من حاجتنا للكهرباء، فيما يواصل تحكمه في تحديد كميات الكهرباء وفرضه فترات انقطاع طويلة ومتكررة على الفلسطينيين بذرائع عديدة. ولمعالجة الأزمة، كان لا بد من التوجه إلى مصادر الطاقة البديلة لسد العجز في الكهرباء ولتخفيض فاتورة الكهرباء على المستهلك. وتعد الطاقة الشمسية من أهم أشكال الطاقة البديلة والمتجددة المتاحة بين أيدينا، ففلسطين تنعم بساعات مشمسة طويلة معظم أيام السنة، ما يعني إمكانية الاستفادة من الطاقة الشمسية لتوفير طاقة مستدامة ومستقلة تسهم في تحقيق الانفكاك التدريجي عن سيطرة الجانب الإسرائيلي على هذا القطاع، إلى جانب تخفيض فاتورة الكهرباء على المستهلكين سواءً من الأفراد أو المؤسسات.



هل استطيع تركيب نظام طاقة شمسية؟

وتعزيزاً لجهود النهوض بقطاع الطاقة في فلسطين، انطلقت شركة “قُدرة” لحلول الطاقة المتجددة برؤية موحدة وبمبادرة مشتركة من الشركة الوطنية لصناعة الألمنيوم والبروفيلات (نابكو) وهي إحدى شركات مجموعة “ابيك”، ومجموعة بنك فلسطين. وانبثقت هذه المبادرة انطلاقاً من إدراك المساهمين لضرورة امتلاك فلسطين لطاقة مستدامة تعزز السيادة على هذا القطاع الحيوي والذي يمثل العمود الفقري لتحقيق الازدهار الاقتصادي والتنمية المستدامة والأمن الطاقي لفلسطين. ويتطلع المساهمون عبر شركة “قدُرة” إلى المشاركة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة في فلسطين عبر توظيف الموارد المادية والبشرية، والاستثمار في أحدث التقنيات مضمونة الجودة، وتقديم الحلول المثلى لتكون في متناول الجميع من أفراد ومؤسسات، وبما يمكن فلسطين من امتلاك طاقة نظيفة ومستقلة بأسعار عادلة، شأننا شأن مختلف دول العالم التي ترسم رؤيتها المستقبلية في مجالات الطاقة المتجددة والمستدامة لتصنع مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة. لقد انبثقت الفكرة من رحم ثقافة شعبنا الفلسطيني المكافح، والذي لطالما لازمته المحن، فلزمَ بدوره تطويع الظروف ليصمدَ على أرضه. ومن هنا، أطلقت شركة قُدرة شعارها “طاقة لفلسطين”؛ لتساند المجتمع والاقتصاد عبر تعزيز صمودهما في مواجهة الأزمات ومواصلة البناء والتنمية، ولتغرس رؤيتها المنفتحة على تسخير الموارد والخبرات والإبداع من أجل توفير طاقة مستدامة ومستقلة تستحقها فلسطين.


حلول الطاقة المتجددة من قدرة